“أوصانا الله عز وجل في كتابه العزيز الحكيم “وكلوا من طيبات ما رزقناكم”.
وراء إنجاز أي كتاب فكرة وهدف وقصص تروى. وتقف سنوات وسنوات كانت بالنسبة لي بمثابة قوة الدفع الحقيقية التي كان نتاجها هذا العمل الذي أتمنى أن يلقى القبول لديكم، ويكون بمثابة حلقة من حلقات التواصل بيننا.
وكان لهجرتي إلى الولايات المتحدة، ومواصلة الدراسة الأكاديمية، وطبيعة عملي في شركات تقديم الطعام في الحفلات الأمريكية (Catering)، وترشيحي واختياري للمشاركة مع كبار الطهاة في إعداد الحفلات المتنوعة، والتي تضم أجناساً مختلفة، وكذلك الحفلات الخاصة بالبيت الأبيض، كل هذا ساعد على التعرف على المزجيات المختلفة لتقديم الطعام في مختلف المناسبات لأناس من شعوب شتى، وبمشاركة زملاء المهنة، وصل عدد اللذين قدمنا لهم الأطعمة المختلفة قرابة المليون فرد سنوياً.
وكانت سفراتي وتناولي الطعام مع أسر وأصدقاء من أقطار عربية مختلفة، ومناقشاتي مع ربات البيت العربية أسباباً أضافت جديداً الى ما حققته من خبرة في عملي، فقد أحدثت توازناً محبباً إذ أضافت إلى نشاطي في العالمين الغربي واللاتيني إضافة إلى جنوب شرق أسيا.
ولعالم الطهي – الذي يعتبره المتخصصون على مستوى العالم فناً وعلماً – مفاتيح خاصة وأسرار. من هذه الأسرار تلك التي تشكل كلمة من 3 حروف هي كلمة “شرط ” حيث لكل حرف منها دلالة، فالحرف الأول “ش” يعكس معنى “شكل” الطبق وجمالياته وهو بُعد هام جداً، فإنسان العصر الحديث يأكل بعينيه أولاً، لذا يجب أن تكون الألوان متناسقة وكذلك الحجم وطريقة التقديم.
أما الحرف الثاني “ر” فيعكس دلالة كلمة “رائحة” الطعام والتي يجب أن تكون زكيه، لذا تجب معرفة الطرق المناسبة لاستعمال التوابل والأعشاب العطرية للوصول إلى هذه النتيجة.
أما الحرف الثالث من كلمة “شرط” هو “ط” الذي تبدأ به كلمة “طعم” فمن شأنه أنه لو كان الطبق ذا شكل جذاب ورائحة طيبة فمن الضروري أن يكون طعمه لذيذاً، وهذه هي أهم عوامل الإقبال على الطعام وكذلك “شرط” نجاح الوجبة.
إن هذا الكتاب خلاصة تجارب عديدة ومزيد من التواصل فيما بيني وبين الناس، والمعلومات الواردة فيه لا حد لها. وفيه تركيز على طريقة التقديم التي لا تخلو من جماليات مبتكرة، وهو يزود الزوجات في بدايات حياتهن بالطريق الممهد لهن لمعدة أزواجهن بتحقيق “شرط” نجاح الوجبة.
وفي النهاية وبعد مجهود من التخطيط والتدريب والتذوق واختيار الوصفات كل على حدة والقيام بطهيها لتقدم كلوحة فنية تجعل الإنسان يحتار من أين يبدأ بتناولها، ويبقى أن نقول لكل من يتناول من هذه الوجبات الشهية: بالهنـــا والشـــفا.